حِكَمٌ وطرائِف *** مواعِظَ ولطائِف ***علومٌ ومَعارِف 2
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حِكَمٌ وطرائِف *** مواعِظَ ولطائِف ***علومٌ ومَعارِف 2
**
قال الشيخ عائض القرني : " القراءةُ في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضي ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ؟ قال : أكرهُ الكذِب.
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة " .
**
قال ابن القيم رحمه الله في معنى مضاعفة السيئات بالحرم : " ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطته آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط مُلكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم " .
**
قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث : سمعت أبي يقول : كان هارون الأعور يهودياً ، فأسلم وحسن إسلامه ، وحفظ القرآن وضبطه ، وحفظ النحو . فناظره إنسان يوماً في مسألة ، فغلبه هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت . فقال له هارون : أفبئس ما صنعت ؟ . فغلبه أيضاً .
**
قال أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني . . . أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ . . . وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ
**
دُعي محمد بن إسماعيل – الإمام البخاري – إلى بستان بعض أصحابه ، فلما صلى بالقوم الظهر قام يتطوّع ، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه ، فقال لبعض من معه : انظر هل ترى تحت قميصي شيئاً ؟ . فإذا زنبور قد أَبَرَه في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا ، وقد تورّم من ذلك جسده ، فقال له بعض القوم : كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أَبَرَك ؟ . قال : كنت في سورة ، فأحببت أن أتمها .
**
قال رجل لرجل : قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان . فقال له : هذا أسهل الأشياء في النحو ، إنما يقولون : أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان للمتوسطين ، وأبي فلان للرذلة !! .
**
عن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال : قال أبو كعب القاص في قصصه : كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا . فقالوا له : فإن يوسف لم يأكله الذئب ! . قال : فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف !! .
**
حكى بعضهم ، قال : اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى " طيهاثا " فشربنا يومنا ثم قلنا : ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت : نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
فقال الثاني : لما احتثثنا القدح احتثاثـا
فارتج على الثالث فقال : امرأتـي طالـق ثلاثـا !!
ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه .
**
إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ، وقد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب ، صوت معروف ، من عبد معروف . والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب ، صوت منكر ، من عبد منكر .
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل يُذكّرن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يُذَكر به ؟ " .
**
قال المتنبي :
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى . . . فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ . . . تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا . . . لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
البخلاء والصوم
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب ، ووضع في نفسه إن أكل الشاعر من طعامه فإنه سيهجوه .. غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول:
تغير إذ دخلت عليه حتى .. .. فطنت .. فقلت في عرض المقال
عليَّ اليوم نذر من صيام .. .. فاشرق وجهه مثل الهلال
ومن الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم البخلاء الصائمين قول الشاعر:
أتيت عمرًا سحرًا .. .. فقال: إني صائمٌ
فقلت: إني قاعدٌ .. .. فقال: إني قائمٌ
فقلت: آتيك غدًا .. .. فقال: صومي دائمٌ
ومن ذلك ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً:
رأيت الفضل مكتئبًا .. .. يناغي الخبز والسمكا
فأسبل دمعة لما .. .. رآني قادمًا وبكى
فلما أن حلفت له .. .. بأني صائم ضحكا
قال الشيخ عائض القرني : " القراءةُ في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضي ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ؟ قال : أكرهُ الكذِب.
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة " .
**
قال ابن القيم رحمه الله في معنى مضاعفة السيئات بالحرم : " ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطته آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط مُلكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم " .
**
قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث : سمعت أبي يقول : كان هارون الأعور يهودياً ، فأسلم وحسن إسلامه ، وحفظ القرآن وضبطه ، وحفظ النحو . فناظره إنسان يوماً في مسألة ، فغلبه هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت . فقال له هارون : أفبئس ما صنعت ؟ . فغلبه أيضاً .
**
قال أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني . . . أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ . . . وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ
**
دُعي محمد بن إسماعيل – الإمام البخاري – إلى بستان بعض أصحابه ، فلما صلى بالقوم الظهر قام يتطوّع ، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه ، فقال لبعض من معه : انظر هل ترى تحت قميصي شيئاً ؟ . فإذا زنبور قد أَبَرَه في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا ، وقد تورّم من ذلك جسده ، فقال له بعض القوم : كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أَبَرَك ؟ . قال : كنت في سورة ، فأحببت أن أتمها .
**
قال رجل لرجل : قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان . فقال له : هذا أسهل الأشياء في النحو ، إنما يقولون : أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان للمتوسطين ، وأبي فلان للرذلة !! .
**
عن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال : قال أبو كعب القاص في قصصه : كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا . فقالوا له : فإن يوسف لم يأكله الذئب ! . قال : فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف !! .
**
حكى بعضهم ، قال : اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى " طيهاثا " فشربنا يومنا ثم قلنا : ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت : نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
فقال الثاني : لما احتثثنا القدح احتثاثـا
فارتج على الثالث فقال : امرأتـي طالـق ثلاثـا !!
ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه .
**
إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ، وقد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب ، صوت معروف ، من عبد معروف . والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب ، صوت منكر ، من عبد منكر .
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل يُذكّرن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يُذَكر به ؟ " .
**
قال المتنبي :
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى . . . فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ . . . تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا . . . لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
البخلاء والصوم
دخل شاعر على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب ، ووضع في نفسه إن أكل الشاعر من طعامه فإنه سيهجوه .. غير أن الشاعر انتبه إلى ما أصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول:
تغير إذ دخلت عليه حتى .. .. فطنت .. فقلت في عرض المقال
عليَّ اليوم نذر من صيام .. .. فاشرق وجهه مثل الهلال
ومن الأشعار الجميلة التي قيلت في ذم البخلاء الصائمين قول الشاعر:
أتيت عمرًا سحرًا .. .. فقال: إني صائمٌ
فقلت: إني قاعدٌ .. .. فقال: إني قائمٌ
فقلت: آتيك غدًا .. .. فقال: صومي دائمٌ
ومن ذلك ما قال أبو نواس يهجو الفضل قائلاً:
رأيت الفضل مكتئبًا .. .. يناغي الخبز والسمكا
فأسبل دمعة لما .. .. رآني قادمًا وبكى
فلما أن حلفت له .. .. بأني صائم ضحكا
zizounette- مدير
- عدد الرسائل : 500
تاريخ التسجيل : 14/08/2007
رد: حِكَمٌ وطرائِف *** مواعِظَ ولطائِف ***علومٌ ومَعارِف 2
bon travail zizounette
zineb- مدير
- عدد الرسائل : 502
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 07/08/2007
رد: حِكَمٌ وطرائِف *** مواعِظَ ولطائِف ***علومٌ ومَعارِف 2
tbarklah 3lik dahaktina
fatima zahra- عضو مميز
- عدد الرسائل : 142
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 09/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى