منتدى لجنة المسجد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكاية الملك والاعرابى

اذهب الى الأسفل

حكاية الملك والاعرابى Empty حكاية الملك والاعرابى

مُساهمة من طرف Cheikhany الخميس 14 أغسطس 2008, 06:39

salam4
قرأت هذه القصه للشيخ خالد الجندى فرأيت ان اقصها عليكم

بقلم: الشيخ خالد الجندي


يحي أن ملكاً من الملوك كان في رحلة صيد في البادية، فأخذ يطارد غزالة حتي ابتعد عن رفاقه وضل طريقه، ونفد ما معه من زاد وماء، وشارف علي الهلاك، وسقط علي فرسه مغشياً عليه، وإذا بأعرابي من البدو، وكان يمر بجواره يراه فليتقطه ويسقيه ويسعفه وهو لا يعرفه حتي أوصله إلي قصره وعرف أنه الملك.. فكيف قرر الملك أن يكافئه؟ لقد فتح الملك لهذا الرجل جميع خزائنه وقال له خذ ما شئت.. واغترف من الأموال والذهب ما أحببت إنما بشرط مهم..

هذا الشرط هو ألا تمكث في القصر سوي ساعتين فقط، وسأمضي وأترك خلال هاتين الساعتين.. إنما لن تمكث بعدهما دقيقة واحدة في هذا القصر.. المهم فرح الأعرابي بهذا الكرم العجيب، ومضي الملك وتركه، وهم الأعرابي بالانقضاض علي خزائن الملك ولكنه لمح بعينه مائدة بجوار الخزينة عامرة بأطايب اللحوم وأنواع الطعام وألوان الفاكهة التي لم ير لها مثيلاً فسال لعابه، وحدث نفسه قائلاً: مازال في الوقت متسع وما يمنعني والوقت ملكي أن أنهل من هذه المائدة العامرة؟ ولم يعص صاحبنا بطنه وانقض علي مائدته مفترساً وفاتكاً، وأكل.. وأكل، حتي تباطأت أنفاسه، وخمدت أطرافه، وداعب النعاس عينيه، فقال لنفسه: مازال الوقت معي، لم لا أغفو غفوة أقوم بعدها لمرادي؟ ونام صاحبنا نوم العوافي، وكبست أبخرة الدسم علي رأسه، حتي فات الوقت وتسابقت عقارب الوقت لإنهاء الضيافة وأقبل الحرس ليحملوا النائم الفجعان إلي خارج القصر بغير درهم ولا دينار..

انتهت القصة التي تتكرر في حياتنا جميعاً،
ودعونا نترجم رموزها..
أما الملك فهو ديننا الحنيف، والخزائن هي الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والمائدة هي شهوات الدنيا، والقصر هو الحياة والأعرابي هو أنا وأنت، والساعتان هي شهر رمضان المبارك الكريم، أعاده الله عليكم بالخير والبركة.. فأنت تشعر كل عام أن رمضان أتي فجأة كأنما لم نكن نتوقعه ونلاحظ أن الكل في توتر.. الكل في اضطراب.. شركات المقاولات في ورطة.. مواعيد التسليم مرتبكة العمال جميعاً علي وشك الاختفاء.. الجامعات مقلوبة.. أولياء الأمور لا يعلمون شيئاً عن كيفية بدء الدراسة وتنظيمها، ناهيك عن اضطراب الإجازات وشركات الطيران والأغذية والمرور حتي المساجد.. إلخ.

والمدهش أن شهرنا المبارك كما سيأتي فجأة سيذهب فجأة.. كل عام فجأة، وهذه والله مأساة!!

إنها مأساة أمة لا تعرف للوقت معني، ولا للزمن احتراماً، مع أننا الأمة الوحيدة التي ترتبط كل عباداتها بالزمن.. الصلاة لها أوقاتها.. الحج له زمنه الزكاة له حولها.. الصيام له شهرة، فهل نحاول هذا العام أن نعقد صلحاً مع رمضان؟.. أنصحك أن تبدأ الآن بوضع جدولك الرمضاني الصارم لتغتنم من خزائن الملك، لا تدع الطعام يفسد شهرك، لا تدع بطنك تحول بينك وبين ربك، صدقني لن تنفعك المسلسلات يوم الحسرات، ولا تشغلك الأفلام عن طول القيام.. »أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين«.

كل فجأة وأنتم طيبون.
Cheikhany
Cheikhany
مدير
مدير

ذكر عدد الرسائل : 493
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

http://masjidenim.av.ma

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى