الذنوب وخطرها
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الذنوب وخطرها
عندما يتأمل المسلم في آيات الذكر الحكيم وأحاديث المصطفى الأمين، ويقارن حال المسلمين، وطبيعة العلاقة التي تربط بينهم، يتأكد له كم هي المشاكل التي تنتج تباعا عن التفريط في توجيهات الإسلام في مناحي حياته.فإذا كانت هناك مشاكل تقع للمسلم ابتلاء ضمن القضاء والقدر داخل الدائرة الإيمانية الكبرى، فإن هناك مشاكل أخرى تتولد
وتتكاثر نتيجة ابتعاده عن التزام الشرع الحنيف في حياته في نفسه وأسرته ومجتمعه.
فما يقع بتقدير الله تعالى وقضائه في تدبير شؤون الحياة، وإن كان يظهر لكثير من الناس أنه ضمن دائرة المشاكل، يخفي في طياته نعما لا تحصى، يدركها المؤمن بنور البصيرة وتغيب عن رؤية البصر المجرد.
فسارت بين الصالحين مقولات مثل ''مدافعة القدر بالقدر''، و''الفرار من قدر الله إلى قدر الله''، وهذا الشافعي رحمه الله يدرك هذا المعنى، ويرد النتائج إلى أسبابها، وينشد:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشـــدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نـــور
ونــور الله لا يهـدى لعـاصي
فعلى المستوى النفسي يعيش المفرط في دينه ضيقا قلبيا ضاغطا، تنوء بحمله الجبال، لا تفرجه إلا الصلاة والقرآن والتزام الذكر، وكم هم أولئك الحيارى في دنيا هذا العالم، لأنهم استسلموا لزخرف الدنيا وزينتها وفقدوا بوصلة الهدى.
وعلى المستوى الأسري تنبت القلاقل الأسرية في جنبات العش الزوجي، لأن أحد الطرفين لا يراعي حقوق هذا الميثاق الغليظ، فيكون حجم التبعات تابعا لدرجة التفريط في ما يستوجبه الله تعالى من مسؤولية كل طرف.
وبالمقابل يكون الهناء والسكينة عند ارتباط القلبين برب العالمين، حتى إن أحد الصالحين تفطن ببصيرة قلبه إلى أثر المعصية التي يقترفها ويقول: ''إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي''.
وفي المجتمع، انتشرت العداوات والصراعات، وانفرط عقد الأخوة بين المسلمين، حتى أصبح المسلم يبيت شبعان متخما وجاره إلى جنبه جائع يصارع آلام الطوى، وقد تقام الولائم الشهية ويدعى لها الأكابر ويغيب عنها الفقراء.فأسقط هذا الشخص من قاموس إسلامه حقوق الجار والأقارب والإخوان، وأصبح لا يؤمن إلا بذاته المكرسة لأنانيته.
وتسير المشاكل طرديا وفق إيمان الفرد أو غفلته، وكم من مصائب أصابت مؤمنا أو ''شوكة يُشاكها'' كانت كفارة لذنوبه أو صحوة لضميره، فيرجع إلى ربه تائبا مستسلما، وقد تكون بعض المشاكل النازلة به هداية ونورا.
أما إن حلت تلك المشاكل بقلب أجوف من الإيمان والتقوى، فصاحبه يكون بين وجهتين:إما توبة نصوحا إلى الله تجب ما قبلها، وإما تماد في الغي، لأن القلب غلب عليه الران، فأصبح لا يميز بين الخير والشر، وبين النعمة والنقمة.
ويبقى أمام كل مسلم أن يتيقن أن كثيرا من المشاكل التي تصيبه أو تحل قريبا من داره، مردها إلى ما كسبت يده(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). ولأجل تقليل المشاكل والحد من كثرتها لا محيد له أن يتصالح مع ربه ومنهجه، الذي ارتضاه لعباده باختلاف ألوانهم ولغاتهم ، فيطمئن قلبه(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وينصلح شأن زوجه(وأصلحنا له زوجه)، ويأمن المجتمع في رزقه(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)..
وتتكاثر نتيجة ابتعاده عن التزام الشرع الحنيف في حياته في نفسه وأسرته ومجتمعه.
فما يقع بتقدير الله تعالى وقضائه في تدبير شؤون الحياة، وإن كان يظهر لكثير من الناس أنه ضمن دائرة المشاكل، يخفي في طياته نعما لا تحصى، يدركها المؤمن بنور البصيرة وتغيب عن رؤية البصر المجرد.
فسارت بين الصالحين مقولات مثل ''مدافعة القدر بالقدر''، و''الفرار من قدر الله إلى قدر الله''، وهذا الشافعي رحمه الله يدرك هذا المعنى، ويرد النتائج إلى أسبابها، وينشد:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشـــدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نـــور
ونــور الله لا يهـدى لعـاصي
فعلى المستوى النفسي يعيش المفرط في دينه ضيقا قلبيا ضاغطا، تنوء بحمله الجبال، لا تفرجه إلا الصلاة والقرآن والتزام الذكر، وكم هم أولئك الحيارى في دنيا هذا العالم، لأنهم استسلموا لزخرف الدنيا وزينتها وفقدوا بوصلة الهدى.
وعلى المستوى الأسري تنبت القلاقل الأسرية في جنبات العش الزوجي، لأن أحد الطرفين لا يراعي حقوق هذا الميثاق الغليظ، فيكون حجم التبعات تابعا لدرجة التفريط في ما يستوجبه الله تعالى من مسؤولية كل طرف.
وبالمقابل يكون الهناء والسكينة عند ارتباط القلبين برب العالمين، حتى إن أحد الصالحين تفطن ببصيرة قلبه إلى أثر المعصية التي يقترفها ويقول: ''إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي''.
وفي المجتمع، انتشرت العداوات والصراعات، وانفرط عقد الأخوة بين المسلمين، حتى أصبح المسلم يبيت شبعان متخما وجاره إلى جنبه جائع يصارع آلام الطوى، وقد تقام الولائم الشهية ويدعى لها الأكابر ويغيب عنها الفقراء.فأسقط هذا الشخص من قاموس إسلامه حقوق الجار والأقارب والإخوان، وأصبح لا يؤمن إلا بذاته المكرسة لأنانيته.
وتسير المشاكل طرديا وفق إيمان الفرد أو غفلته، وكم من مصائب أصابت مؤمنا أو ''شوكة يُشاكها'' كانت كفارة لذنوبه أو صحوة لضميره، فيرجع إلى ربه تائبا مستسلما، وقد تكون بعض المشاكل النازلة به هداية ونورا.
أما إن حلت تلك المشاكل بقلب أجوف من الإيمان والتقوى، فصاحبه يكون بين وجهتين:إما توبة نصوحا إلى الله تجب ما قبلها، وإما تماد في الغي، لأن القلب غلب عليه الران، فأصبح لا يميز بين الخير والشر، وبين النعمة والنقمة.
ويبقى أمام كل مسلم أن يتيقن أن كثيرا من المشاكل التي تصيبه أو تحل قريبا من داره، مردها إلى ما كسبت يده(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). ولأجل تقليل المشاكل والحد من كثرتها لا محيد له أن يتصالح مع ربه ومنهجه، الذي ارتضاه لعباده باختلاف ألوانهم ولغاتهم ، فيطمئن قلبه(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وينصلح شأن زوجه(وأصلحنا له زوجه)، ويأمن المجتمع في رزقه(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى