منتدى لجنة المسجد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سر القفزة العجيبة

اذهب الى الأسفل

سر القفزة العجيبة Empty سر القفزة العجيبة

مُساهمة من طرف Cheikhany الإثنين 02 يونيو 2008, 00:58

كان الظلام الدامس يلف المكان، كنت أسير وحدي في ذلك الطريق الذي خلا تماماً من المارة ، كان كل شيء حولي يثير الرعب في نفسي...،و مع ذلك ، و على الرغم من هذا الجو الدراماتيكي المخيف واصلت السير في حذرٍ و ترقب...

و فجأة ... ظهر أمامي شبح جسمٍ غريب ملأ قلبي هلعاً و فزعاً... ، لم أكد أستوعب ما أرى حتى بدأ ذلك الشبح بمطاردتي... ، انطلقت مسرعاً من دونما تفكير، و بدأت أركض في اتجاهٍ عشوائي، اندفعت بكل قوة في محاولةٍ للتخلص من هذا الشبح المخيف ، و لكني ...فوجئت بأني أركض في اتجاه سورٍ مرتفعٍ يسد الطريق...،

للحظة... شعرت باليأس و أني سأكون لقمةً سائغةً لهذا الشبح، و لكن.... سرعان ما وجدت أن جسدي كان له رأيٌ آخر فقد اتخذ قراراً سريعاً و حاسماً، و قفز من فوق ذلك السور على الرغم من ارتفاعه....!!! و....و انتهت المطاردة عند هذا الحد ، و لم يعد ذلك الشبح يطاردني، لقد كانت هذه القفزة العجيبة هي التي أنقذتني.

على الجانب الآخر من السور التقطت أنفاسي بسرعة...، ألقيت نظرة على السور المرتفع ، جلست مسنداً ظهري إلى السور، أطرقت أفكر و أقول في نفسي : " ما هذا الشبح الذي كان يطاردني؟ ثم كيف تمكنتُ من القفز من فوق هذا السور المرتفع؟ لابد أن هذه القفزة لم تأت من فراغ ، لا بد أن هناك طاقةً مخزونةً في أعماق نفسي هي التي مكنتني من القيام بهذا العمل -الغير طبيعي في نظر الكثيرين- .

لقد تعلمت درساً عظيماً من هذا الموقف... فاليوم تعلمت أن في داخلي- و في داخل كل إنسان- طاقاتٍ كامنة و مواهبَ مدفونة كنت أنا – و الكثيرون مثلي – غافلين عنها جاهلين بحقيقتها، ثم إني قد عرفت ذلك الشبح الذي كان يطاردني... ،إنه "عقدة المستحيل"، تلك العقدة التي طالما طمست مواهبي و إبداعاتي، و قتلت طموحاتي و آمالي، فجعلتني أتقاعس عن كثيرٍ من الأعمال بدعوى العجز و استحالة التنفيذ...، من اليوم فصاعداًُ لن أعرف شيئاً اسمه المستحيل فكل ما بإمكان البشر فعله ليس بمستحيل ، سأبذل قصارى جهدي حتى أكون إنساناً منتجاً، سأسخر كل طاقاتي لخدمة أمتي و رفعة ديني، لن أكون عالةً على أحد ، لن أرضى بذل الكسل و هوان الخمول، سأكون من اليوم إنساناً جديداً، يعرف أهدافه و يحددها بدقة، و يبذل كل غالٍ و نفيس في سبيل تحقيقها و الوصول إليها. و ما هذا إلا إرضاءً لربي وطمعاً في جنته، و نفعاً لنفسي، و إفادةً لغيري، و عزةً لأمتي، و انتصاراً لديني، و الله هو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل."

و قبل الختام أقول لك أنت يا أخي و بكل اختصار :- فتش عن الدُرّ في أعماق نفسك ففيك درر كثير ، و خيرٌ وفير ، فيك مواهبُ مدفونة، و طاقاتٌ كامنة ، فتش عنها ، استخرجها من أعماق نفسك، استعملها لخدمة أمتك، تخلص من عقدة المستحيل، لا تقتل طموحاتك ، لا ترضى أبداً بالدون فالرضى بالدون صفة الدنيء، كن دائماً عاليَ الهمة بحق ، كن رجلاً قدمه في الثرى و هامة همته فوق الثريا، ابتغي في كل أفعالك و أقوالك مرضاة الله ، اطلب منه العون و المدد و اسأله التوفيق و السداد.

فإذا فعلت هذا... فحينها أبشر بالذي يسرك ، أبشر بحياةٍ هانئةٍ سعيدة - هذا في الدنيا - ، ثم أبشر بجنةٍ عرضها كعرض السماوات و الأرض- هذا في الآخرة- ، { و في ذلك فليتنافس المتنافسون }

كتبها أخوكم المحب في الله /أمجد يوسف أبو جبارة
لا تنسونا من صالح دعائكم
Cheikhany
Cheikhany
مدير
مدير

ذكر عدد الرسائل : 493
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

http://masjidenim.av.ma

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى