فقه الحقوق
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فقه الحقوق
فقه الحقوق، وباب الحقوق جملة من ضروريات الشريعة وضروريات الحياة، ويصح أن يُقال: إن الشريعة كلها جاءت لضبط الحقوق ورعايتها، وقد بدأت الوصية بها في أول سورة (اقْرَأْ)، التي أرست حق العبادة والإيمان، قال الله جل وعلا: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى). [العلق: 9-10]، وانتهت بها في خطبة الوداع في وصية النبي –صلى الله عليه وسلم- بالنساء، والأموال، والدماء، وغير ذلك.
وفي باب الموازنات يقع التنازع بين الحقوق والواجبات؛ فمن عادة الإنسان أن يطالب بحقه، وينسى واجبه، ويعتني بالخطأ الواقع عليه، ولا يعتني بالخطأ الواقع منه، و "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه". أخرجه البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن عمرو بن العاص (1/338). وابن حبان عن أبي هريرة (13/73) وصححه.
وقد قضت السنة الإلهية أنها مترابطة؛ فمن أراد الحصول على حقه فليؤدّ للناس حقوقهم، ومن أخلّ بحقوق الآخرين، من زوج أو ولد أو جار أو موظف أو مواطن فعليه أن ينتظر مقابل ذلك تفريطاً من قِبَلهم في حقه.
وثمة توازن آخر لطيف هنا، وهو أن الشريعة جاءت مطالبة بأداء حق الآخر، ولو قصّر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ"، ولكن هذا يُفهم على ضوء سنة الله في الحياة أن حدوث الخلل من جهة لا يُسوّغ تعاطي الناس مع الخلل وكأنه الأصل، أو أنه في دائرة المباح، ولو حدث هذا لاختلّ نظام الحياة كلها؛ لأنه لا يكاد يسلم أحد من الملامة؛ فغالب الأبناء يعيبون آباءهم بالتقصير تجاههم، وكذا الأزواج، والزوجات، والموظف يعيب رئيسه، والرئيس ينحي باللائمة على مديره..
ويختلط هنا الحق بالباطل، ولو فُتح للناس باب التفريط بالحقوق بدعوى أنهم لم يحصلوا على حقوقهم لانفرط نظام المجتمع.
ويمكن في حالات الإطباق العام على حدوث خلل ما أن يوافق الناس على المطالبة بالحقوق وفق الأنظمة المرعية التي تسمح بحرية التعبير والتحالف ضمن مؤسسات وروابط وصيغ اجتماعية .
ومن الموازنة في الحقوق الاعتدال في حق الدعوة وحق الأخوة، فإن أكثر الناس يطففون في الميزان، ويبالغون في النقد والعيب والعتب على غيرهم، في مسائل اجتهادية أو خلافية أو فرعية، أو في أمور ثابتة، ولكنها في دائرة المستحب والمسنون، فيقطعون بسببها الأرحام، ويهجرون الأحبة، ويتبرّؤون من حقوق الأخوة والولاء، وهم إن كانوا ينتصرون لسنة فقد أطاحوا بواجب، وإن كانوا يغضبون لشريعة فقد أتوا بما هو أشنع مما انتقدوه واستنكروه، ووحدة الصف مطلب، وإن اختلف الرأي، ومسائل الإجماع أولى بالرعاية والاهتمام، وقد أجمع الأئمة جملة على حق الإخاء الإسلامي، وأنه يُمنح للمسلم بقدر إيمانه واستمساكه، على أن المسألة المتنازع عليها قد يكون الصواب فيها مع المخالف، وإنما التعصب والهوى والإلف والجهل هو الذي يحمل على المصارمة والمصادمة في مثل هذا.
د.سلمان بن فهد العودة
وفي باب الموازنات يقع التنازع بين الحقوق والواجبات؛ فمن عادة الإنسان أن يطالب بحقه، وينسى واجبه، ويعتني بالخطأ الواقع عليه، ولا يعتني بالخطأ الواقع منه، و "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع في عينه". أخرجه البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح عن عمرو بن العاص (1/338). وابن حبان عن أبي هريرة (13/73) وصححه.
وقد قضت السنة الإلهية أنها مترابطة؛ فمن أراد الحصول على حقه فليؤدّ للناس حقوقهم، ومن أخلّ بحقوق الآخرين، من زوج أو ولد أو جار أو موظف أو مواطن فعليه أن ينتظر مقابل ذلك تفريطاً من قِبَلهم في حقه.
وثمة توازن آخر لطيف هنا، وهو أن الشريعة جاءت مطالبة بأداء حق الآخر، ولو قصّر، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ"، ولكن هذا يُفهم على ضوء سنة الله في الحياة أن حدوث الخلل من جهة لا يُسوّغ تعاطي الناس مع الخلل وكأنه الأصل، أو أنه في دائرة المباح، ولو حدث هذا لاختلّ نظام الحياة كلها؛ لأنه لا يكاد يسلم أحد من الملامة؛ فغالب الأبناء يعيبون آباءهم بالتقصير تجاههم، وكذا الأزواج، والزوجات، والموظف يعيب رئيسه، والرئيس ينحي باللائمة على مديره..
ويختلط هنا الحق بالباطل، ولو فُتح للناس باب التفريط بالحقوق بدعوى أنهم لم يحصلوا على حقوقهم لانفرط نظام المجتمع.
ويمكن في حالات الإطباق العام على حدوث خلل ما أن يوافق الناس على المطالبة بالحقوق وفق الأنظمة المرعية التي تسمح بحرية التعبير والتحالف ضمن مؤسسات وروابط وصيغ اجتماعية .
ومن الموازنة في الحقوق الاعتدال في حق الدعوة وحق الأخوة، فإن أكثر الناس يطففون في الميزان، ويبالغون في النقد والعيب والعتب على غيرهم، في مسائل اجتهادية أو خلافية أو فرعية، أو في أمور ثابتة، ولكنها في دائرة المستحب والمسنون، فيقطعون بسببها الأرحام، ويهجرون الأحبة، ويتبرّؤون من حقوق الأخوة والولاء، وهم إن كانوا ينتصرون لسنة فقد أطاحوا بواجب، وإن كانوا يغضبون لشريعة فقد أتوا بما هو أشنع مما انتقدوه واستنكروه، ووحدة الصف مطلب، وإن اختلف الرأي، ومسائل الإجماع أولى بالرعاية والاهتمام، وقد أجمع الأئمة جملة على حق الإخاء الإسلامي، وأنه يُمنح للمسلم بقدر إيمانه واستمساكه، على أن المسألة المتنازع عليها قد يكون الصواب فيها مع المخالف، وإنما التعصب والهوى والإلف والجهل هو الذي يحمل على المصارمة والمصادمة في مثل هذا.
د.سلمان بن فهد العودة
R.F.Z- عضو مميز
- عدد الرسائل : 67
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
رد: فقه الحقوق
إن أشد عبارة جذبت انتباهي في هذا البحث القيم هي: قوله (فمن عادة
الإنسان أن يطالب بحقه، وينسى واجبه، ويعتني بالخطأ الواقع عليه، ولا
يعتني بالخطأ الواقع منه، و "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع
في عينه". )انها فعلاً حقيقة يجدر على الناس الوقوف عليها طويلاً للتأمل
والتدبر.
بارك الله فيك
الإنسان أن يطالب بحقه، وينسى واجبه، ويعتني بالخطأ الواقع عليه، ولا
يعتني بالخطأ الواقع منه، و "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، وينسى الجذع
في عينه". )انها فعلاً حقيقة يجدر على الناس الوقوف عليها طويلاً للتأمل
والتدبر.
بارك الله فيك
zineb- مدير
- عدد الرسائل : 502
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 07/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى