ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى
صفحة 1 من اصل 1
ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى
قال أحد الصالحين : (( تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى فلا تظن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض )).اهـ
قلت : وفي هذه الكلمة الثمينة فوائد :
* منها : أنه ما كان لعدوك عليك من سلطان
عندما كنت مع المولى ولكن بعد أن تخليت كان الجزاء أن تخلى الله عنك فأنت
الذي أكسبته الجراءة عليك ببعدك عن راعيك.
* ومنها : أن الذنب دخل عليك بمصيبتين :
الأولى : أن تخلى الله عنك ، فخذلك ، وأسلمك
لعدوك ، فلست لحفظه ورعايته أهلاً ، فقد ضيعت الله ؛ ومن ضيع الله ضيعه
الله ، وأَعْظِم بها من مصيبة.
الثانية : أَنْ تَسَلَّطَ عليك العدو فصرت بذنبك مملوكاً ، رقيقاً ، رهين عدو لا يرحم ، ولا يخاف الله فيك.
* ومنها : أن أعداء الله لا ينتصرون على أوليائه ، وأنه تعالى لا يُسْلم أوليائه ، فإن الله غالب وليس بمغلوب ، قال تعالى : ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾(1).
وقال أيضاً : ﴿ كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي . . . ﴾(2).
فمن غالب الله غلبه الله ، (( ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلابِ )).
إذن إنما دخل عليك عدوك ؛ بذنوبك ، ومعاصيك ، فدعها ولا تُعِنْ عدوك على نفسك ؛ فتهلك.
وهذا لبيان حقيقة الداء فإن الداء الحقيقي الذي تعاني ولا تشكو(!) ؛ هو
الذنب والخطيئة ، والغفلة عن الله ، والأماني الزائفة ، وتسويف التوبة ،
واتباع الهوى.
وهذا الذي ذكرتُهُ أمر مهم جداً فيما أنت فيه فكن فَطِناً لَبيْباً ينعم الله عليك ، ويُنير لك الطريق(3).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى