الفن الاجتماعي
صفحة 1 من اصل 1
الفن الاجتماعي
"الفن"عملية جمالية ترتقي بحس الإنسان وسلوكه لاستعمال الذوق واللياقة الاجتماعية، فهو جانب من جوانب الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن في التعامل مع النفس البشرية ومع الآخرين.
والبشرية تعرف في أصول حسها أساس التعامل الراقي وتميزه وتعرف بأن هذا السلوك معلم من معالم الفكر الحضاري الذي ينبغي أن تنطبع به الأمة ويشيع بين أفرادها، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرى عن الرجوع إلى البادية والسكن فيها؛ لأن ذلك الرجوع يبعث نوعاً من افتقاد الحس المرهف في التعامل مع الآخرين والسلوك الحضاري الراقي.
إن الفن الاجتماعي شيء داخلي شعوري قبل كل شيء، فهو شعور وإحساس باحترام الآخرين وتقديرهم، ومراعاة أحاسيسهم ومشاعرهم، والاعتراف بحقوقهم السلوكية والأخلاقية التي تفرضها الديانات والحضارات والعادات.
كان في وصية لقمان لابنه: "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"، فقوله سبحانه: "واقصد في مشيك" نوع من التفنن الاجتماعي والسلوك الراقي في المشي الذي لا يكون سريعاً مخيفاً ولا بطيئاً ثقيلاً، وقوله جل وعلا: "واغضض من صوتك" وجه آخر للفن الاجتماعي في الصوت، وطريقة الحديث فالصراخ والإزعاج والضجيج نقيض الهدوء والرزانة والعقل والاتزان، والهمس يخالف الوضوح والإبانة التي جعلها الله من خصائص الإنسان "خلق الإنسان علمه البيان".
إننا - بصراحة تامة- نحتاج لقيم الفن والجمال الاجتماعي كي نتحلى بها في علاقاتنا وفهم أنفسنا، وفهمنا للآخرين في كل مرافق الحياة، من مرافق التعليم التي تشكو سيطرة الاتهام المتبادل، واشتهار الكتابة السيئة على الكتب والدفاتر وجدران المدرسة، وفي المجتمع من الكتابات السيئة في كل مكان وافتقاد النظافة، وحاجتنا لتنظيم سيرنا، واحترام حقوق الآخرين من المشاة والركاب في السير وأفضلية المرور، ومراعاة أصحاب الظروف الخاصة، وفي السوق من اشتهار البذاءة والقذارة، وبعثرة النعمة التي منحنا الله إياها وفي العمل من تقديم الأصلح، وتنظيم العمل وترتيبه، والبعد عن الفوضى التي تُشيع في كل مكان جوًّا من قلة الترتيب وقلة الذوق، والبعد عن الإحساس بالفن الاجتماعي الذي يجعل من علاقاتنا مجالاً لتبادل المنافع والخبرات برحابة صدر وبحب، إننا نحتاج إليه ليجعل من أماكن عملنا وجلوسنا وبيوتنا وشوارعنا وكتبنا ومرافقنا العامة والخدمات تحفاً فنية تدفع إلى العمل والإبداع، وتحث على الإنجاز، وتقدم صورة بديعة للمسلم النظيف الفنان.
إن "الفن" ينبغي أن لا يكون محصوراً في نافذة قد تكون من نوافذه أو لا تكون، بل هو معنى عام يشمل كل جوانب الجمال والشعور والإحساس الجذاب بالحياة ليجعل منها صورة مكتملة الإبداع، وعملاً فنياً يبلغ الغاية في الإتقان والإحسان.
د. سلمان بن فهد العودة
والبشرية تعرف في أصول حسها أساس التعامل الراقي وتميزه وتعرف بأن هذا السلوك معلم من معالم الفكر الحضاري الذي ينبغي أن تنطبع به الأمة ويشيع بين أفرادها، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرى عن الرجوع إلى البادية والسكن فيها؛ لأن ذلك الرجوع يبعث نوعاً من افتقاد الحس المرهف في التعامل مع الآخرين والسلوك الحضاري الراقي.
إن الفن الاجتماعي شيء داخلي شعوري قبل كل شيء، فهو شعور وإحساس باحترام الآخرين وتقديرهم، ومراعاة أحاسيسهم ومشاعرهم، والاعتراف بحقوقهم السلوكية والأخلاقية التي تفرضها الديانات والحضارات والعادات.
كان في وصية لقمان لابنه: "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"، فقوله سبحانه: "واقصد في مشيك" نوع من التفنن الاجتماعي والسلوك الراقي في المشي الذي لا يكون سريعاً مخيفاً ولا بطيئاً ثقيلاً، وقوله جل وعلا: "واغضض من صوتك" وجه آخر للفن الاجتماعي في الصوت، وطريقة الحديث فالصراخ والإزعاج والضجيج نقيض الهدوء والرزانة والعقل والاتزان، والهمس يخالف الوضوح والإبانة التي جعلها الله من خصائص الإنسان "خلق الإنسان علمه البيان".
إننا - بصراحة تامة- نحتاج لقيم الفن والجمال الاجتماعي كي نتحلى بها في علاقاتنا وفهم أنفسنا، وفهمنا للآخرين في كل مرافق الحياة، من مرافق التعليم التي تشكو سيطرة الاتهام المتبادل، واشتهار الكتابة السيئة على الكتب والدفاتر وجدران المدرسة، وفي المجتمع من الكتابات السيئة في كل مكان وافتقاد النظافة، وحاجتنا لتنظيم سيرنا، واحترام حقوق الآخرين من المشاة والركاب في السير وأفضلية المرور، ومراعاة أصحاب الظروف الخاصة، وفي السوق من اشتهار البذاءة والقذارة، وبعثرة النعمة التي منحنا الله إياها وفي العمل من تقديم الأصلح، وتنظيم العمل وترتيبه، والبعد عن الفوضى التي تُشيع في كل مكان جوًّا من قلة الترتيب وقلة الذوق، والبعد عن الإحساس بالفن الاجتماعي الذي يجعل من علاقاتنا مجالاً لتبادل المنافع والخبرات برحابة صدر وبحب، إننا نحتاج إليه ليجعل من أماكن عملنا وجلوسنا وبيوتنا وشوارعنا وكتبنا ومرافقنا العامة والخدمات تحفاً فنية تدفع إلى العمل والإبداع، وتحث على الإنجاز، وتقدم صورة بديعة للمسلم النظيف الفنان.
إن "الفن" ينبغي أن لا يكون محصوراً في نافذة قد تكون من نوافذه أو لا تكون، بل هو معنى عام يشمل كل جوانب الجمال والشعور والإحساس الجذاب بالحياة ليجعل منها صورة مكتملة الإبداع، وعملاً فنياً يبلغ الغاية في الإتقان والإحسان.
د. سلمان بن فهد العودة
R.F.Z- عضو مميز
- عدد الرسائل : 67
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى