نائب هولندا اليميني يبث فيلمه المسيء علي الإنترنت

من طرف R.F.Z الجمعة 28 مارس 2008, 03:31

في تواصل لموجة الهجوم على الإسلام ورموزه، كشفت مصادر إعلامية هولندية أن الفيلم المسيء للإسلام الذي أعده النائب الهولندي اليميني المتطرف جيرت فيلدرز، وأثار تهديدات كبيرة ضد بلاده، يعرض علي شبكة الإنترنت، في وقت تصاعدت الدعوات التي تطالبه بالتراجع عن مخططه لبث الفيلم.
وكان المسلمون وغير المسلمين في هولندا، قد أطلقوا المبادرات العديدة الهادفة إلى وقف عرض الفيلم المسيء "الفتنة"، كما قدمت الدعوات الحكومية والشعبية للنائب المتطرف بعدم المضي قدما في إساءته.
وأعربت الدول الإسلامية عن امتعاضها عند إعلان العزم على إعداد مشروع الفيلم، مهددة هولندا بمقاطعة اقتصادية ومدينة التهجمات، ودعت جمعيات إسلامية هولندية المسلمين إلي الهدوء، طالبة منهم عدم الرد علي الاستفزاز، مثلما حدث إثر نشر الصحافة الدنماركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلي الله عليه وسلم.
ويعرض الفيلم - الذي استغرق عرضه 15 دقيقة - لعدد من آيات القرآن الكريم ويربطها ببعض الهجمات التي حدثت مؤخرا مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات مدريد ولندن، وعرض مقتطفات لخطب ألقاها أئمة يتهمون فيها الغرب بالتشدد، مثل أبو حمزة المصري المعتقل حاليا في بريطانيا.
ويزعم الفيلم أن القرآن الكريم يحض على قتل اليهود دون أسباب، وعرض الفيلم لقطات لعملية استشهادية قامت بها سيدة فلسطينية في إسرائيل. وانتقد ما وصفه بمحاولة "أسلمة هولندا وأوروبا"، واعتبر الفيلم أن القرآن الكريم هو عبارة عن "رخصة للقتل" على حد وصف الفيلم.
واختتم الفيلم بعرض مشهد "لنزع" إحدى صفحات القرآن ودعا المسلمين إلى ما أسماه "نزع" ما وصفه بالآيات التي "تحض على الكراهية" على حد وصفه.
وهددت طالبان في أواخر فبراير إذا تم بث الفيلم المهين باستهداف الجنود الهولنديين المنتشرين في أفغانستان وعددهم حوالي 1660 جنديا في إطار قوات الاحتلال المساعدة علي الأمن (إيساف). وبث تنظيم القاعدة منذ أيام شريطاً صوتياً لزعيم التنظيم أسامة بن لادن يتوعد فيه بتنفيذ هجمات ضد المصالح الغربية رداً على الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأجمع الخبراء على أن الشريط يحمل تهديداً جدياً.
وكان فيلدرز مؤسس حزب الحرية (المكون من 9 نواب من 150) أعلن في وقت سابق عن نيته إعداد فيلم قصير يظهر فيه الطابع (...) للقرآن، وطالب بحظره مشبهاً إياه بكتاب أدولف هتلر "كفاحي"، على حد تشبيهه .
ويخضع فيلدرز لحماية مشددة من الشرطة بعد اغتيال المخرج ثيو فان جوخ في نوفمبر بيد مواطن مسلم، لإخراجه فيلماً يسئ للإسلام ويزعم "قمعه" للنساء .
يأتي ذلك فيما تزايد وعي الشعوب الأوروبية بمخاطر الإساءة للأديان وضرورة التصدي لأفكار الإساءة ، خاصة داخل المجتمع الهولندي.وفاق عدد الموقعين على عريضة لرفض عرض الفيلم 5000، أكثرهم من غير المسلمين، في غضون شهر واحد، بينما فاق عدد الرافضين الهولنديين لتوجهات فيلدرز 10 آلاف.
في غضون ذلك أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التشهير بالأديان، مركزاً على الديانة الإسلامية في قرار ينتقد "الأفكار المسبقة المقصودة التي تستهدف الأديان والشخصيات المقدسة في وسائل الإعلام".
وعبر المجلس عن مخاوفه من "المحاولات الرامية إلى ربط الإسلام بالإرهاب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان"، مشيرا إلى "قلقه العميق لتكثيف حملة التشهير بالأديان وإسباغ صورة نمطية عرقية ودينية على الأقليات المسلمة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 المأساوية".
وأعرب نص القرار عن القلق "العميق" من "التصريحات التي تُهَاجم فيها الأديان، وعلى الأخص الإسلام والمسلمين، ويبدو أنها تتفاقم في السنوات الأخيرة". واستنكر القرار "استخدام الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونية" في التحريض "على العنف، وكره الآخر، أو عدم التسامح" وفي "التمييز الممارس تجاه الإسلام وكل دين آخر".