الانتصار المستحيل!!
صفحة 1 من اصل 1
الانتصار المستحيل!!
جابي شيفر/ يديعوت أحرنوت 23/12/1428 02/01/2008 |
ترجمة / صالح النعامي في الوقت الذي تقرع فيه القيادة العسكرية الإسرائيلية طبول الحرب ضد غزة، لازال يخرج في تل أبيب مَن يحذر القيادة السياسية من مغبة وقوع إسرائيل ضحية لرغبات العسكر؛ لأن أي حرب في غزة ستنتهي بهزيمة. أحد هؤلاء هو البروفسور "جابي شيفر"، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة الذي حرص على تذكير الجنرالات المتعطشين للحرب أن إسرائيل لم تنتصر في أي من الحروب التي خاضتها في العقود الثلاثة الماضية. ففي مقال نشره في النسخة العبرية لموقع صحيفة " يديعوت أحرنوت " على شبكة الإنترنت، اعتبر شيفر أن أي محاولة لفرض حل بالوسائل العسكرية ستنتهي بالفشل. تصريحات لرفع المعنويات رئيس هيئة أركان الجيش جابي إشكنازي أعلن مسبقًا أنه في حالة قيام الجيش الإسرائيلي بشن حملة عسكرية كبيرة على قطاع غزة فإنه سيتم بموجبها إعادة احتلال القطاع، فإنه فلا يساوره أدنى شك أن هذا الجيش ودولة إسرائيل ستخرج منتصرة في هذه المعركة. المعلقون سارعوا للقول بأن اشكنازي أطلق إعلانه هذا من أجل طمأنة الجمهور بأنه بخلاف سلفه دان حالوتس، فأن الجيش تحت قيادته لن يتعرض للنكسة التي تعرض لها خلال حرب لبنان الثانية. من الممكن أن يكون ما ذهب إليه هؤلاء المعلقون صحيحًا، فمن الممكن أن يكون إشكنازي شأنه في ذلك شأن الكثير من الساسة والجنرالات، فهو يريد أن يرفع أسهمه ويحظى بشعبية لدى الجمهور والقيادة. لكن من الواضح أن ذلك لا يمثل كل الدوافع الحقيقية التي دفعت إشكنازي لإطلاق تصريحاته هذه. هناك سبب آخر دفع إشكنازي لإطلاق هذا التصريح، وهو رغبته في رفع معنويات الجنود والضباط الذين لم يحظوا بالاعتبار والثقة التي كانوا يحظون بها قبل حرب لبنان الثانية التي جعل الجيش بدايتها ونهايتها قصة فشل مدوية. ومن الممكن أن يكون السبب هو رغبة إشكنازي في ضمان الحصول على موازنات مناسبة للجيش، لاسيما في ظل الجدل حول موازنة الدولة للعام 2008. لكن هناك سبب لا يقل وجاهة وأهمية يتمثل في رغبة إشكنازي في إرغام رئيس الحكومة والوزراء بالسماح له بالشروع في شنّ هذه الحملة على قطاع غزة؛ وذلك من أجل تعزيز الوضع الأمني في المستوطنات المحيطة بالقطاع والتي تتعرض بشكل أساسي لإطلاق قذائف " القسام " الصاروخية، ومن أجل التغطية على عجز الجيش عن وضع حدّ لتواصل إطلاق هذه الصواريخ على المستوطنات في محيط القطاع. وفق كل الاعتبارات، فإن الجيش ينطلق من افتراض إشكالي عندما تعتقد قيادته وكذلك المعلقون الذين يتبنون موقفه بقدرة هذا الجيش على الرَّدع، وأن هذه القوة قد تعززت بعد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا وعلى الحدود مع لبنان، وكذلك تعهد إشكنازي بتحقيق النصر في حالة قيام الجيش باقتحام غزة وإعادة احتلالها. خطآن أساسيان يدور الحديث عن خطأين يرتبط كل منهما بالآخر، فهناك خطأ أساسي يتعلق بالمفهوم الإسرائيلي للنصر، وتحديدًا عندما يدور الحديث عن إعادة احتلال قطاع غزة والمكوث فيه لعام أو أكثر بدون سقوط عدد كبير من القتلى، وهو أمر حوله خِلاف كبير داخل أروقة الجيش نفسه وخارجه؛ فحتى عندما ينجح الجيش في تصفية أو اعتقال قيادات حركتي حماس والجهاد وقادة الأجنحة العسكرية التابعة لهما، فإنه بكل تأكيد لا يمكن تصفية المقاومة ضد الاحتلال. وبعد هذا الاحتلال، فستتواصل الصراعات والمواجهات وإن كانت بدرجة أقل في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما يزيد التوتر مع الدول العربية، وقد يدفع هذا الأمر الدول العربية لمهاجمة إسرائيل، وعندها لا داعي للتفصيل في وصف التداعيات المترتبة على هذا السيناريو سواء على الصعيد السياسي الداخلي أو الصعيد الداخلي. أما الخطأ الأساسي الثاني، هو حقيقة أن الجيش الإسرائيلي خلال الثلاثين عامًا الأخيرة لم ينتصر في أي من الحروب التي خاضها، سواء في الحروب التي بادر إلى شنها، أو الحروب التي استدرج لها، وسواء الحروب الكاملة أو الحروب التي تواصلت على نار هادئة، مثل عمليات الجيش التي كانت في قطاع غزة قبل تنفيذ خطة فك الارتباط، والصراع المتواصل ضد الفلسطينيين في الضفة، كل هذه الحروب انتهت بخسارة، وفي أحسن الحالات بالتعادل. هذه النتائج التي استوعبت دلالاتها من قبل ساسة مثل رؤساء الوزراء السابقين: مناحيم بيجن وإسحاق رابين وأرئيل شارون في سِنيِّه الأخيرة، أدّت إلى مفاوضات جدّية حول التسوية مع الدول العربية وحتى مع الفلسطينيين. وقد أدّت هذه المفاوضات إلى اتفاقيات سلام، كما أنها أسهمت في تغيير الكثير من المفاهيم الأساسية لدى الفلسطينيين، مثل إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني على يد ياسر عرفات. من هنا، فإنه يتوجب على رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت الذي كان شريكًا في التسبب بفشل إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية، و على أعضاء حكومته أن يصدوا أعضاء هيئة أركان الجيش ومؤيديهم في الحلبة السياسية والاقتصادية ومنعهم من شنّ حرب أخرى في قطاع غزة، والعمل بدلاً من ذلك على تسريع وتيرة المفاوضات مع الفلسطينيين بجدية، ومن ضمنهم حركة حماس، وكذلك استئناف التفاوض مع السوريين. يجب أن تؤدي المفاوضات في المرحلة الأولى إلى خفض مستوى الصراع، وبعد ذلك حلّ الصراع مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين. ______________________________________________________ |
R.F.Z- عضو مميز
- عدد الرسائل : 67
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 15/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى